نحو: {مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ}1.
والثالث: ابتداء الغاية2 المكانية باتفاق؛ نحو: {مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}3، والزمانية، خلاف لأكثر البصريين4، ولنا قوله تعالى: {مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ}5،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= مع مجرورها ظرف في محل نصب على الحال إن كان ما قبلها معرفة, ونعت تابع لما قبلها إن كان نكرة.
مغني اللبيب: 420، الجنى الداني: 309-310، وصف المباني: 323.
1 18 سورة الكهف، الآية: 31.
موطن الشاهد: {مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ}
وجه الاستشهاد: مجيء "من" الثاينة دال على بيان الجنس، وأما "من" الأولى فزائدة؛ وأنكر بعض النحاة مجيء "من" لبيان الجنس، وقالوا: إن قوله تعالى {مِنْ ذَهَبٍ}، و{مِنْ سُنْدُسٍ} للتبعيض، وليست لبيان الجنس.
2 المراد بالغاية هنا: المقدار والمسافة لا آخر الشيء، وعلامتها: أن يصلح في مكانها "إلى" أو ما يفيد فائدتها.
3 17 سورة الإسراء، الآية: 1.
موطن الشاهد: {مِنَ الْمَسْجِدِ}.
وجه الاستشهاد: مجيء "من" مفيدة ابتداء الغاية المكانية؛ وحكم مجيئها مفيد هذا المعنى الجواز باتفاق.
4 يرى البصريون أن "من" لا تأتي لابتداء الغاية الزمانية، وأما الكوفيون، فيرون أنها تكون الغاية الزمانية، بقوله تعالى: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ}؛ ومعلوم أن "أول يوم" من الزمان؛ بينما زعم البصريون أن "من" في الآية لابتداء الغاية في الأحداث، وأن التقدير: من تأسيس أول يوم؛ وابن هشام في "مغني اللبيب" مال إلى رأي البصريين؛ فرأيه -هناك- خلاف رأيه هنا. انظر مغني اللبيب: 419، وشرح التصريح: 2/ 8.
5 9 سورة التوبة، الآية: 108.
موطن الشاهد: {مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ}.
وجه الاستشهاد: احتج الكوفيون بهذه الآية على مجيء "من" مفيدة ابتداء الغاية في الزمان -كما أسلفنا- بينما رأى البصريون أن "من" لابتداء الغاية في الأحداث -هنا- والتقدير: من تأسيس أول يوم.