First Previous Next Last

والظرفية: إن كان حاضرا؛ نحو: "منذ يومنا"، وبمعنى "من" و"إلى" معا؛ إن كان معدودا؛ نحو: "مذ يومين".
[معنى "رب"]:
و"رب": للتكثير كثيرا، وللتقليل قليلا1؛ فالأول؛ كقوله عليه الصلاة2 والسلام: "يا رب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة"3، وقول بعض العرب، عند انقضاء رمضان: "يا رب صائمه لن يصومه، وقائمه لن يقومه"4 والثاني كقوله5:
[الطويل]
302- ألا رب مولود وليس له أب وذي ولد لم يلده أبوان6

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 يرى فريق من النحاة أنها للتقليل دائما، وزعم ابن درستويه وجماعة أنها للتكثير دائما. مغني اللبيب: 179، والتصريح: 2/ 18.
2 حمل على هذا المعنى قوله تعالى: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ}، فوجه الدلالة من الآية الكريمة ومن الحديث أن "رب" فيهما للتكثير وليست للتقليل؛ لأن كلا منهما مسوق للتخويف، ولا يناسب التخويف أن يكون القليل هو ودادتهم أن يكونوا مسلمين، ولا أن يكون القليل هو أن يعرى في الآخرة من كان كاسيا في الدنيا.
ومن مجيئها للتكثير -أيضا- قول جذيمة الأبرش:
ربما أوفيت في علم ترفعن ثوبي شمالات
فالبيت مسوق للافتخار، ولا يناسبه التقليل.
مغني اللبيب: 180.
3 حديث شريف أخرجه البخاري في باب التهجد: 1/ 201 و3/ 10 و10/ 302-598. والترمذي: 2196.
موطن الشاهد: "رب كاسية".
وجه الاستشهاد: مجيء "رب" حرف جر شبيه بالزائد، مفيدا للتكثير؛ لما أوضحنا.
4 استدل الكسائي على إعمال اسم الفاعل المجرد بمعنى الماضي من هذا القول.
5 ينسب هذا البيت إلى رجل من أزد السراة ولم يعين اسمه؛ وذكر الفارسي: أنه لرجل اسمه عمرو الجنبي، كان من حديثه أنه لقي امرأ القيس في إحدى الفلوات فخاطبه بهذا البيت.
6 تخريج الشاهد: ينشد بعد هذا البيت، قوله:
وذي شامة غراء في حر وجهه
مجللة لا تنقضي لأوان =