First Previous Next Last

 [ما لفظه مشترك بين الحرفية والاسمية]:
فصل: من هذه الحروف ما لفظه مشترك بين الحرفية والاسمية، وهو خمسة:
أحدها: الكاف؛ والأصح أن اسميتها مخصوصة بالشعر1؛ كقوله2: [الرجز]

303- يضحكن عن كالبرد المنهم3


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 يرى الأخفش والفارسي وابن مالك: أن استعمالها اسما قياسي في سعة الكلام، ولا يختص بضرورة الشعر، وقد كثر في كلام الفحول من الشعراء. وإذا صارت اسما كانت بمعنى "مثل" وتقع فاعلا، فتكون مبنية على الفتح في محل رفع، كقول الشاعر:
ما عاتب الحر الكريم كنفسه ............
ومفعولا، كقول الآخر:
ولم أر كالمعروف إما مذاقه فحلو وإما وجهه فجميل
وفي محل جر؛ تبتسم عن كاللؤلؤ، وشاهد المؤلف في المتن.
مغني اللبيب 238-239. التصريح: 2/ 18.
1 القائل هو الراجز المشهور، العجاج بن رؤبة، وقد مرت ترجمته.
2 تخريج الشاهد: هذا بيت من الرجز في وصف نسوة بالحسن والجمال، وقبله قوله:

بيض ثلاث كنعاج جم

ويروى قبل الشاهد قوله:
عند أبي الصهباء أقصى همي ولا تلمني اليوم يابن عمي
والشاهد من شواهد: التصريح: 2/ 18، والأشموني: 562/ 2/ 296، والعيني: 3/ 294. المخصص: 9/ 119، وشرح المفصل: 8/ 42، 44، والخزانة: 4/ 262، والهمع: 2/ 31، الدرر: 2/ 28، والمغني: 325/ 239، والسيوطي: 71، وملحقات ديوان العجاج: 83.
المفردات الغريبة: بيض: جمع بيضاء. نعاج: جمع نعجة، والمراد بها هنا البقرة الوحشية، شبهت بها المرأة الحسناء، ولا يقال نعاج لغيرها. جم: جمع جماء، وهي التي لا قرن لها. البرد: مطر ينعقد كرات صغيرة. المنهم: الذائب منه بعضه حتى يصير كرات صغيرة جدا.
المعنى: أن هؤلاء النسوة البيض اللاتي كبقر الوحش خفة ورشاقة يضحكن عن أسنان كالبرد الصغير صفاء ولطافة.
الإعراب: يضحكن: فعل مضارع مبني على السكون؛ لاتصاله بنون النسوة، والنون: =