الثاني: "ما" المصدرية وصلتها1؛ كقوله2: [الطويل]
289- يراد الفتى كيما يضر وينفع3
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إذا أنت لم تنفع فضر فإنما
= ج- في حذف ألف "ما" الاستفهامية، في غير الجر، وقد علم أن ألفها، لا تحذف إلا في حالة الجر.
د- في حذف المنصوب مع بقاء عامل النصب، وهذا لا نظير له في لغة العرب.
وانظر في هذه المسألة: الجنى الداني: 262، وصف المباني: 215، والمقتضب: 2/ 6.
3 أي المصدر المنسبك من "ما" وصلتها، فإن هذا هو المجرور محلا بالحرف.
4 القائل هو: قيس بن الخطيم بن عدي الأوسي، أبو يزيد: شاعر الأوس، وأحد صناديدها في الجاهلية، وأشهر بعد تتبعه قاتلي أبيه وجه حتى قتلهما، له شعر جيد في ذلك، وفي وقعة البعاث بين الأوس والخزرج. أدرك الإسلام ولم يسلم مات سنة 2ق. هـ.
تجريد الأغاني: 307-321، والجمحي: 228، الأعلام: 5/ 205، الأغاني: 2/ 154.
1 تخريج الشاهد: هذا عجز بيت وصدره قوله:
وقد اختلف في نسبته، فقد نسبه بعضهم للنابغة الذبياني، ونسبه البعض إلى النابغة الجعدي. وهو من شواهد التصريح: 2/ 3، والأشموني: 521/ 2/ 283، والخزانة: 3/ 591، والعيني: 3/ 345، 4/ 379، والمغني: 331/ 241، والسيوطي 133، وديون قيس بن الخطيم: 170.
المفردات الغريبة: يراد: يقصد.
المعنى: إذا لم يكن في مقدورك أن تنفع من يستحق النفع والعون، فضر من يستحق الضرر والإيذاء؛ فإن الإنسان لا يقصد من الحياة غير هذين العملين.
الإعراب: إذا: طرف لما يستقبل من الزمان، وخافض لشرطه منصوب بجوابه، مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية. أنت: فاعل لفعل محذوف، يفسره المذكور بعده؛ مبني على الفتح، في محل رفع؛ والجملة "من الفعل المحذوف وفاعله": في محل جر بالإضافة. لم: حرف جزم ونفي وقلب. تنفع: فعل مضارع مجزوم، والفاعل: أنت؛ وجملة "لم تنفع": تفسيرية، لا محل لها. فضر: الفاء واقعة في جواب شرط غير جازم. ضر: فعل أمر مبني على السكون لا محل له من الإعراب، وحرك بالفتح؛ للتخلص من التقاء الساكنين، وللتخفيف، والفاعل: أنت؛ وجملة "ضر": جواب شرط غير جازم، لا محل لها. فإنما: الفاء تعليلية. إنما: كافة ومكفوفة، تفيد الحصر، لا محل لها. يراد فعل مضارع مبني للمجهول، مرفوع وعلامة رفعه الضمة =