First Previous Next Last

497- إذن والله نرميهم بحربٍ1
[مواضع إضمار "أن" وانتصاب الفعل بها وجوبا]:
فصل: ينصب المضارع بـ "أن" مضمرة وجوبا في خمسة مواضع:
أحدها: بعد اللام إن سبقت بكون ناقص ماضٍ منفي 2؛ نحو: {وَمَا كَانَ اللَّهُ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 تخريج الشاهد: هذا صدر بيت، وعجزه قوله:
يشيب الطفل من قبل المشيب
وهو من شواهد: التصريح: 2/ 235، والأشموني: "1014/ 3/ 554"، والعيني: 4/ 306، والشذور: "145/ 381"، والقطر: "13/ 82"، والهمع: 2/ 7، والدرر: 2/ 5، والمغني: "17/ 910"، والسيوطي: 327، وفي ديوان حسان بن ثابت: 22.
المفردات الغريبة: نرميهم؛ المراد نُصيبهم؛ وأصل الرمي: الطرح على الشيء، وقذْفه. بحرب: الحرب يذكر ويؤنث، والأكثر فيها التأنيث. المشيب: زمن الشيب.
المعنى: إذن والله نصيب هؤلاء القوم بقتال يصيب الولدان بالشيب، قبل أن يبلغوا سن المشيب؛ وذلك بسبب ما يحصل لهم من الفزع والرعب.
الإعراب: إذن: حرف جواب وجزاء، لا محل له من الإعراب. والله: الواو حرف قسم وجر، و"لفظ الجلالة" مقسم به مجرور، و"الجار والمجرور": متعلق بفعل القسم المحذوف. نرميهم: فعل مضارع منصوب بـ "إذن"، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والفاعل: ضمير مستتر وجوبا تقديره: نحن، و"هم": ضمير متصل مبني على السكون، في محل نصب مفعول به. "بحرب": متعلق بـ "نرميهم". تشيب: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة والفاعل: هي، يعود إلى الحرب. الطفل: مفعول به منصوب. "من قبل": متعلق بـ "تشيب"، وقبل: مضاف. المشيب: مضاف إليه مجرور؛ وجملة "تشيب الطفل..." في محل جر صفة لـ "حرب".
موطن الشاهد: "إذن والله نرميهم".
وجه الاستشهاد: انتصاب الفعل المضارع "نرمي" بـ إذن" مع جود الفاصل؛ لأنه يغتفر الفصل بالقسم بين إذن والفعل؛ لكون القسم زائدا عن الأجزاء؛ التي يتركب منها الكلام؛ ولكونه -أي: القسم- يفصل به عادة بين الشيئين المتلازمين؛ كالمضاف والمضاف إليه، والجار والمجرور.
1 أشار المصنف بقوله: "بكون نا قص" إلى "كان" أو "يكون" دون غيرهما، من سائر الأفعال الناسخة أو التامة، فلا يجب الإضمار بعد كان التامة؛ لأن اللام بعدها لام "كي"، وشمل بقوله "ماضٍ": ما كان ماضيا لفظا ومعنى، فقط كأن يكون الفعل مضارعا وقع بعد "لم" الجازمة التي تقلب زمنه إلى المضي. وبقوله "منفي" إن كان هذا النافي "ما" المختصة بالدخول على "كان" أو "لم" الجازمة؛ الداخلة على المضارع؛ هذان وينبغي أن يلي فعل الكون الناسخ اسمه مباشرة، وأن يكن اسما ظاهرا لا ضميرا. ثم يأتي مضارع منصوب بمدوء بلام مكسورة، وفاعله ضمير مستتر جوازا في الغالب، يعود على اسم الناسخ السابق، كما مثل المصنف.
حاشية يس على التصريح: 2/ 237، الأشموني: 3/ 558-559، وهمع الهوامع: 2/ 10.